الأخطاء الشائعة في تصميم التطبيقات والمواقع

تحميل الصفحات البطيء وتأثيره السلبي
واحدة من أكثر الأخطاء شيوعًا في تصميم التطبيقات والمواقع هي تجاهل سرعة التحميل. في عصر السرعة، لا يمتلك المستخدم صبرًا كافيًا لانتظار تطبيق بطيء أو صفحة لا تفتح خلال ثوانٍ معدودة. هذه المشكلة التقنية قد تكون سببًا رئيسيًا في فشل التطبيق أو الموقع مهما كانت فكرته مبتكرة.
الزائر لا يهتم ما إذا كانت المشكلة من الخادم أو من كثافة الصور أو من ضعف الكود البرمجي. كل ما يهمه أن المحتوى لا يظهر فورًا، وهذا كافٍ ليدفعه إلى مغادرة الموقع والذهاب إلى المنافسين.
كثير من المطورين يقعون في خطأ تحميل صور عالية الجودة دون ضغطها، أو استخدام مكتبات برمجية ضخمة دون حاجة حقيقية لها. كذلك، الإعلانات الكثيرة أو المكونات الإضافية الثقيلة يمكن أن تضر بأداء الموقع بشكل كبير.
الحل يكمن في استخدام تقنيات تحسين الأداء مثل التخزين المؤقت (Caching)، ضغط الملفات، وتقليل الطلبات الخارجية. أيضًا، من المهم مراقبة الأداء من خلال أدوات مثل Google PageSpeed أو Lighthouse.
أحيانًا، مجرد تقليل ثانية واحدة من وقت التحميل قد يزيد من معدل الاحتفاظ بالمستخدمين بنسبة كبيرة. الأداء ليس رفاهية، بل هو ضرورة في تصميم أي تجربة رقمية.
تجاهل التوافق مع الهواتف
من الأخطاء التي لا تزال تتكرر بشكل مزعج في تصميم التطبيقات والمواقع هو تجاهل التوافق مع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية. في عالم اليوم، يتصفح معظم المستخدمين الإنترنت من أجهزتهم المحمولة، وأي تجربة غير محسّنة لهم تعني خسارة فورية لجمهور واسع.
قد تجد موقعًا رائعًا عند فتحه من الكمبيوتر، لكن بمجرد فتحه من الهاتف يتحول إلى تجربة محبطة: أزرار صغيرة يصعب الضغط عليها، نصوص لا تُقرأ بسهولة، وقوائم تتداخل مع بعضها. هذا يعكس إهمالًا كبيرًا في اختبار التصميم على مختلف الشاشات.
التصميم المتجاوب (Responsive Design) لم يعد خيارًا إضافيًا، بل هو أساس ضروري لأي مشروع رقمي. يجب أن يتغير محتوى الصفحة وواجهتها تلقائيًا لتلائم حجم الشاشة المستخدم، دون الحاجة إلى تمرير أفقي أو تكبير يدوي.
المشكلة لا تقتصر على الشكل فقط، بل على الوظائف أيضًا. قد لا تعمل بعض الأزرار أو النماذج بشكل سليم على الهاتف إذا لم تتم برمجتها بشكل مناسب، ما يؤدي إلى تراجع الموثوقية.
يجب على فرق التصميم والبرمجة اختبار كل ميزة من خلال محاكيات متعددة أو أجهزة فعلية. كما ينبغي اعتماد مبدأ “الهاتف أولًا” في التصميم، لضمان تقديم أفضل تجربة في أصغر الشاشات أولًا.
توفير تجربة استخدام سلسة على الجوال هو عامل حاسم في بقاء المستخدم وتحويله إلى عميل دائم. تجاهل ذلك يُعتبر خطأً استراتيجيًا كبيرًا.

الإفراط في العناصر البصرية وتشويش المستخدم
واحدة من الأخطاء الشائعة في تصميم المواقع والتطبيقات هي المبالغة في استخدام العناصر البصرية، مثل الصور المتحركة، الظلال، الألوان الزاهية، والأنماط المعقدة. ورغم نية المصمم في إبهار المستخدم، إلا أن النتيجة غالبًا تكون عكسية تمامًا.
المستخدم يريد تجربة مريحة وبسيطة، وليس حفلة بصرية تشتت انتباهه وتمنعه من إنجاز هدفه الأساسي. كلما زادت التفاصيل البصرية غير الضرورية، زادت احتمالية أن يشعر الزائر بالارتباك أو التعب، وقد يترك الموقع بحثًا عن بديل أكثر وضوحًا.
التصميم الجيد يعتمد على التوازن، فكل عنصر بصري يجب أن يخدم غرضًا وظيفيًا، لا أن يكون موجودًا فقط لأنه "جميل". فمثلًا، لا داعي لوضع خلفيات متحركة خلف النصوص، أو استخدام أكثر من ثلاثة ألوان رئيسية في نفس الصفحة.
من الأخطاء أيضًا استخدام خطوط متعددة في واجهة واحدة، أو الاعتماد على مؤثرات عند كل نقرة أو انتقال. هذه الإضافات تستهلك موارد الجهاز وتؤثر على الأداء، وقد تربك المستخدم بدلًا من مساعدته.
الحل يكمن في تبني مبدأ البساطة الوظيفية، والتركيز على وضوح الرسالة وسهولة التفاعل. كما يجب اعتماد تصميم نظيف يحترم مساحة التنفس بين العناصر، ويبرز ما هو مهم فعلًا.

عدم وضوح الدعوات إلى الإجراء (Call to Action)
من الأخطاء الشائعة التي تُفقد المواقع والتطبيقات فعاليتها هي غموض أو ضعف دعوات الإجراء، مثل “اشترِ الآن”، “اشترك”، “احجز”، أو “ابدأ”. هذه العبارات هي المفاتيح التي تقود المستخدم نحو التفاعل، وإذا لم تكن واضحة أو ظاهرة، فلن يتخذ الخطوة التالية.
كثير من المصممين يضعون أزرار الإجراء في أماكن غير متوقعة أو يستخدمون نصوصًا غير مباشرة، مثل “استكشف أكثر” بدلًا من “احجز موعدك”. هذا التردد في الصياغة يُفقد الزائر الشعور بالإلحاح أو الرغبة في التفاعل الفوري.
كذلك، استخدام ألوان غير متباينة مع الخلفية أو حجم خط صغير يجعل زر الإجراء غير مرئي. يجب أن يكون هذا الزر هو العنصر الأبرز في الواجهة دون أن يزعج المستخدم، بل أن يجذبه تلقائيًا.
من المهم أيضًا أن تكون الدعوات للإجراء متوافقة مع هدف الصفحة. فصفحة المنتج يجب أن تركز على الشراء، بينما صفحة المقال قد تدعو للاشتراك أو تحميل ملف.
كما أن تكرار دعوات الإجراء بشكل مبالغ فيه يؤدي إلى الإزعاج. التوازن ضروري: اجعلها ظاهرة، لكن لا تفرضها على المستخدم في كل حركة.
الزر الجيد يُشعرك بالثقة لاتخاذ القرار، ويمنحك وضوحًا تامًا بشأن ما سيحدث بعد النقر. لذلك، يُعد تحسين هذه الدعوات خطوة مهمة في رفع نسبة التحويل وتحقيق النجاح التجاري للتطبيق أو الموقع.

تجاهل اختبار الاستخدام قبل الإطلاق
من الأخطاء الجوهرية التي يقع فيها الكثير من أصحاب المشاريع الرقمية هو تجاهل مرحلة اختبار الاستخدام قبل إطلاق الموقع أو التطبيق بشكل رسمي. الحماس لإصدار المنتج يدفع البعض لتخطي خطوة حاسمة في النجاح، وهي معرفة كيف يتفاعل المستخدم الفعلي مع التصميم والوظائف.
قد تعتقد أن كل شيء يعمل بشكل مثالي لأن فريق التطوير قام باختباره داخليًا، لكن المستخدم الحقيقي قد يتصرف بطريقة غير متوقعة تمامًا. قد يضغط على زر لم يكن متوقعًا استخدامه في تلك المرحلة، أو قد لا يفهم وظيفة معينة كما تصورها المصمم.
الاختبار لا يعني فقط اكتشاف الأخطاء البرمجية، بل يشمل تحليل سلوك المستخدم، فهم طريقة تنقله، ردة فعله على التصميم، ومدى قدرته على إنجاز مهامه بسهولة. هذه المعلومات لا تقدر بثمن في تحسين المنتج قبل أن تصل الأخطاء إلى الجمهور الواسع.
هناك وسائل عديدة لاختبار الاستخدام، مثل جلسات المراقبة المباشرة، اختبارات A/B، أو الاستبيانات الموجهة. من خلالها يمكنك اكتشاف نقاط ضعف لم تكن في الحسبان.
تخطي هذه المرحلة يعرضك لمخاطر فقدان ثقة المستخدم منذ البداية، وهو أمر يصعب تعويضه لاحقًا. التجربة الأولى هي التي تبني الانطباع الدائم، وأي عثرة فيها قد تعني نهاية مبكرة للمشروع.
لذلك، لا تكتفِ برأي فريقك فقط. دع المستخدمين الحقيقيين يحددون ما إذا كان تطبيقك أو موقعك يستحق البقاء.
عدم تنظيم المحتوى بشكل منطقي وسلس
من أكثر الأخطاء التي تُضعف تجربة المستخدم وتؤثر على فعالية المواقع والتطبيقات هو عدم تنظيم المحتوى بطريقة منطقية وسهلة التصفح. المستخدم لا يريد أن يبحث طويلًا عن المعلومة، بل يتوقع أن يجد ما يحتاجه بسرعة وبدون جهد.
كثير من التصاميم تحتوي على قوائم معقدة أو صفحات مزدحمة بمحتوى غير مرتب، مما يُربك الزائر ويُشتته. قد تجد معلومات متداخلة أو أقسام غير معنونة بوضوح، ما يجعل التنقل بين الصفحات مرهقًا وغير فعّال.
التنظيم الجيد يبدأ بفهم أولويات المستخدم: ما الذي يبحث عنه أولًا؟ ما هي الخطوة التالية الطبيعية؟ يجب أن يُبنى التسلسل داخل التطبيق أو الموقع حول هذا المنطق، بحيث ينتقل المستخدم بسلاسة من مرحلة إلى أخرى.
الاعتماد على تقسيم المحتوى باستخدام عناوين فرعية واضحة، ومسافات بيضاء منظمة، وأيقونات إرشادية، يجعل القراءة أسهل ويزيد من فهم المستخدم للواجهة. كذلك، يجب أن تكون التنقلات الداخلية متوقعة وسهلة الوصول، دون الحاجة للعودة إلى الصفحة الرئيسية كل مرة.
حتى المحتوى البسيط مثل الأسئلة الشائعة أو صفحة "من نحن"، يجب أن يُصمم بطريقة منظمة ومريحة، لا أن يُترك بشكل عشوائي داخل الموقع.